تحسين الشيخلي
في عالم البرمجة الحديث، أصبحت مسابقات حل المشكلات البرمجية مثل LeetCode من الأدوات الفعالة التي يعتمد عليها المطورون الشباب لتطوير مهاراتهم التقنية، وبالخصوص أولئك الذين يهتمون بتطوير تطبيقات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي أو تقنيات تعلم الآلة. قد يبدو للبعض أن هذه المسابقات مجرد تحديات لحل الألغاز، لكنها في الواقع تمثل فرصة ذهبية لاكتساب الخبرة العملية التي يحتاجها المبرمجون لبناء تطبيقات ذكية عالية الجودة. 
موقع  (LeetCode  )هو موقع شهير على الإنترنت يوفر منصة تفاعلية للمبرمجين لتعلم مهارات البرمجة وحل المشكلات الخوارزمية بأسلوب ممتع وتحديات متنوعة. يضم مئات المسائل المصممة لتتناسب مع جميع المستويات، بدء من المبتدئين وحتى المبرمجين المتقدمين، ويعد من الأدوات الأساسية للتحضير لمقابلات العمل التقنية لدى كبريات شركات التكنولوجيا. يتميز LeetCode بأنه لا يكتفي بتقديم حل المشكلة فحسب، بل يتيح للمبرمجين مناقشة الحلول وتحسينها وتبادل الأفكار مع مجتمع واسع من المطورين حول العالم. بهذه الطريقة، أصبح LeetCode ليس مجرد موقع تدريب، بل مجتمع تفاعلي يساهم في تطوير قدرات الشباب الطامحين لدخول مجال البرمجة واحتراف تطوير التطبيقات الذكية.

 في العراق، حيث يسعى الكثير من الشباب إلى إيجاد موطئ قدم في هذا المجال الحيوي، يمكن أن يكون الانخراط في مثل هذه المسابقات وسيلة فعالة للتغلب على نقص التدريب العملي أو صعوبة الوصول إلى مختبرات متطورة. تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة على مهارات أساسية في الخوارزميات وهياكل البيانات، وهي بالضبط المهارات التي تدرب عليها LeetCode من خلال تقديم مسائل متنوعة مثل معالجة البيانات، تصميم نماذج التعلم، تنظيم البيانات بشكل فعال، واختبار الحلول البرمجية بطريقة دقيقة ومنهجية. فعلى سبيل المثال، يواجه مطور التطبيقات الذكية تحديات تتعلق بكيفية التعامل مع البيانات الكبيرة أو كيفية تحسين أداء النموذج في الوقت الفعلي، وهذه الجوانب يمكن تعزيزها بشكل كبير عبر التمرن على مسائل LeetCode التي تغطي موضوعات مثل خوارزميات البحث والتصنيف والتجزئة، وتحليل التعقيد الحسابي.
ومن خلال التدرب على مثل هذه المسائل بشكل يومي، يصبح بإمكان الشاب العراقي أن يكتسب الثقة والقدرة على تصميم تطبيقات ذكية تستطيع التعامل مع المستخدمين بذكاء وكفاءة. إضافة إلى ذلك، فإن التدرب المستمر على أسئلة LeetCode يهيئ المطوّرين لمتطلبات سوق العمل الدولية، خاصة أن الشركات الكبرى مثل Google وAmazon وMicrosoft تعتمد على مثل هذه الأسئلة لتقييم مهارات المطورين في مقابلات التوظيف. ومن الأمثلة على ذلك أن مطور مهتم ببرمجة تطبيقات تعتمد على معالجة اللغة الطبيعية أو توصية المحتوى يمكنه استخدام مسائل LeetCode في مواضيع مثل خوارزميات السلاسل النصية أو أنظمة التوصية أو الرسم البياني، وهي المجالات التي تشكل العمود الفقري لكثير من التطبيقات الذكية اليوم.
كما أن LeetCode لا يقتصر دوره على تطوير المهارات البرمجية فقط، بل يفتح الباب أمام المطورين الشباب في العراق للتواصل مع مجتمع عالمي من المبرمجين، ما يتيح لهم تبادل الخبرات والحلول والأفكار، ويشجع على بناء مشاريع مشتركة يمكن أن تتحول إلى تطبيقات ذكية تخدم المجتمع المحلي أو حتى تصل إلى الأسواق العالمية. وما يجعل هذا الأسلوب متاح للجميع هو أنه لا يتطلب سوى اتصال بالإنترنت وجهاز حاسوب، ما يمنح الشباب العراقي فرصة لا محدودة لصقل مهاراتهم والدخول بقوة في عالم البرمجة الذكية وصناعة التطبيقات. إن التزام المطورين الشباب بالمشاركة في مثل هذه المسابقات يمثل الخطوة الأولى نحو بناء جيل من المبرمجين المبدعين القادرين على بناء تطبيقات ذكية مبتكرة تنهض بقطاع التكنولوجيا في العراق وتنافس في الأسواق الإقليمية والعالمية.